محادثات سرية بين البحرين وإيران وسط الانفراج الإيراني-السعودي

الملك حمد في لقائه بالسيد علي الخامنئي لدى زيارته لإيران في العام 2002 (أرشيف)
الملك حمد في لقائه بالسيد علي الخامنئي لدى زيارته لإيران في العام 2002 (أرشيف)

2023-03-14 - 8:47 م

مرآة البحرين (خاص):

أفادت مصادر مطلعة لموقع أمواج ميديا الإخباري عن عقد محادثات سرية بين إيران والبحرين في الأشهر الماضية وسط ما وصفته هذه المصادر بأنها "تبادلات غير بارزة"  بين الدولتين.

وأكد مصدر إقليمي كبير، اشترط عدم الكشف عن هويته، أنّه "بعد إعادة فتح السفارتين في طهران والرياض، سيكون هناك على الأرجح، وبعد فترة قصيرة، تسوية بين إيران والبحرين" مضيفًا أنه "لا توجد قضية جادة (عالقة) بين إيران والبحرين.

وذكر الموقع أن هذه "التبادلات غير البارزة" لم تجرِ على المستوى السياسي. وأكد المصدر البارز أن المحادثات، وهي بمثابة كسر للجليد، ركّزت بدلًا من ذلك على "القضايا الإدارية والبيروقراطية"، لافتًا إلى أنه تمت معالجة شروط الممتلكات والأصول الدبلوماسية المعنية.

وقال مصدر مسؤول: "أعتقد أن البحرين لا تُشكل حالة مستقلة. لا يمكن إنجاز أي شيء بين البحرين وإيران من دون موافقة السعودية. لكن الآن [في أعقاب التقارب الإيراني-السعودي]، لم يعد لدى السعوديين أي تحفظات".

وأشار الموقع إلى أنه بعد إعادة فتح السعودية لسفارتها في طهران كما هو متوقع، ستكون البحرين الدولة الخليجية الوحيدة من دون سفير في العاصمة الإيرانية.

ويأتي ذلك وسط مؤشرات على دفء العلاقات بين الدولتين، إذ التقى رئيس البرلمان البحريني في 13 مارس/آذار بوفد إيراني زائر يشارك في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في المنامة، داعيًا إلى توسيع العلاقات.

وأكّدت مصادر مطلعة لموقع أمواج ميديا أن الملك وولي العهد يرغبان بالتصالح مع زعيم جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيعي المسجون الشيخ علي سلمان. وقال مصدر للموقع إن "الملك وولي العهد كانا في مسارهما للتوصل إلى اتفاق مع جمعية الوفاق، لكن التدخل السعودي أفسد الموضوع. ويجب أن نتوقع أن تستفيد البحرين من الظروف المستجدة للمضي قُدُمًا نحو تفاهم مع المعارضة المعتدلة، والإفراج عن السجناء السياسيين" لافتًا إلى أن "رئيس الوزراء الراحل، الذي كان معارضًا للتسوية بين ولي العهد والشيخ علي سلمان لم يعد هنا الآن".

وتأتي هذه التصريحات في أعقاب إعلان إيران والسعودية في 10 مارس/آذار عقب مفاوضات سرية في الصين عن إعادة فتح السفارتين بحلول أوائل مايو/أيار المقبل.

وقد أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كناني في اليوم نفسه أيضًا إلى الآمال في تحسن العلاقات بعد التقارب مع السعودية، فقال إنّه  "لحسن الحظ، ومع الأجواء الإيجابية التي نشهدها في المنطقة، يمكن أن يحدث هذا التطور الإيجابي مع دول المنطقة الأخرى أيضًا، بما في ذلك البحرين. يجب أن نثق أكثر في مسار الدبلوماسية وأن نتخذ خطوات في هذا الاتجاه".

تجدر الإشارة إلى أن السلطات البحرينية تصف بشكل روتيني المعارضين الشيعة بأنهم "جواسيس" لإيران. كما تشهد البلاد حملة قمع متفاقمة تم فيها سجن جميع شخصيات المعارضة الرئيسية تقريبًا ، بما في ذلك الشيعة المعتدلون الذين سعوا إلى التواصل السياسي مع السلطات.

وقد حكمت السلطات البحرينية على الشيخ علي سلمان في العام 2015 بالسجن لمدة أربع سنوات بسبب استمرار دعمه لمطالب احتجاجات الربيع العربي وإصراره على محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان. كما واجه الشيخ سلمان في العام 2017 محاكمة أخرى بشأن ما وصفته منظمة العفو الدولية بأنه "اتهامات زائفة لمشاركة المعلومات الاستخبارية" تتعلق بالتآمر المزعوم مع قطر خلال احتجاجات 2011، وقد ظهر الاتهام بشكل ملحوظ في سياق قرار البحرين الانضمام إلى مصر والسعودية والإمارات في فرض حصار على قطر.