التعليق السياسي: تحية مستحقة لسجناء البحرين

2023-09-13 - 11:53 ص

مرآة البحرين (خاص): دون شكّ إنه انتصار لإرادة السجناء. فبعد صبر ونَفَس طويل، استطاع السجناء انتزاع اعتراف وزارة الداخلية بحقوقهم الإنسانية الملحة التي طالبوا بها منذ اليوم الأول للإضراب الذي بدأ في 7 أغسطس الماضي وانتهى في 12 سبتمبر 2023.
لمدة 36 يوما بصمود وصبر قلّ نظيره، وقدرة مثيرة على التفاوض تحت الضغط، وعدم الاستسلام لإيحاءات وزير الداخلية بعدم الاكتراث، وتحمّل للعقوبات اللإنسانية التي فرضتها إدارة السجن عليهم وسط الإضراب، استطاع السجناء إحداث الأثر الأكبر في الساحة الداخلية، لقد ألقوا الضوء الإعلامي من جديد على قضيتهم وعلى أزمة البلاد، وحرّكوا الشارع المحلي الذي خرج في مسيرات واعتصامات تضامنية، وقدموا عبر هذا الإضراب تضحية جديدة من قبلهم للقضية والشعب، إضافة لتضحياتهم الممتدة منذ سنين.
إعادة البحرين وقضيتها ومعاناة شعبها إلى الواجهة، عمل كبير وخدمة لا تُقدّر بثمن، خصوصا في مثل هذا التوقيت، ربما لا تستطيع تنظيمات محترفة حقوقيا وسياسيا تقديم مثل هذا الانجاز في هذا التوقيت الذي ظنه الكثيرون توقيتا ميّتا.
للتذكير كانت مطالب السجناء المضربين هي : عودة السجناء الموجودين في سجن العزل، وإنهاء الحبس في الزنازين لمدة 23 ساعة يوميًا. واستعادة الترتيبات السابقة التي كان يتم بموجبها السماح للسجناء بالخروج خلال النهار وباستخدام مرافق السجن مثل ملاعب كرة القدم والمكتبات والمساجد لأداء صلاة الجماعة. ويريد السجناء أيضًا ممارسة حقهم في الحصول على التعليم الجامعي. وتشمل المطالب الأخرى وضع حد للإهمال الطبي إذ يضطر السجناء في بعض الأحيان إلى الانتظار لما يزيد عن عام ليتم فحصهم من قبل طبيب مختص. بالإضافة إلى ذلك، يريد المضربون عن الطعام إنهاء تقييد الزيارات العائلية إلى نصف ساعة شهريًا خلف الحواجز الزجاجية.
كان رد وزارة الداخلية، ومن بعدها أمانة التظلمات، وكذلك المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، إن هذه المطالبات غير قانونية، ولم تقبل وزارة الداخلية الاعتراف بهذه الحقوق الواضحة للسجناء.
حتى يوم أمس اضطرت وزارة الداخلية للاعتراف لممثلي السجناء إن مطالبهم قانونية وأنها من ضمن حقوقهم المشروعة، لكنها طالبت بمهلة تنتهي في 30 سبتمبر الجاري لتنفيذ المطالبات.
وافق السجناء وقرروا بعد مشاورات بينهم تعليق الإضراب حتى إشعار آخر، مؤكدين إمكانية عودتهم للإضراب مرة أخرى في حال فشل الداخلية في تنفيذ الاتفاق.
الكرة الآن في ملعب الداخلية ومن ورائها مصداقية الحكومة بكاملها، فهل الوزارة تريد شراء الوقت حتى الانتهاء من رحلة ولي العهد إلى الولايات المتحدة التي يفترض أن تبدأ اليوم 13 سبتمبر 2023، وكذلك الانتهاء من زيارة وفد من المفوضية الأممية لحقوق الإنسان التي سيصل وفدها قريبا جدا للبحرين،
السجناء من جهتِهم كان موقفهم واضحا في البيان الرسمي الصادر عنهم إذ قالوا: ستكون الأيام القادمة حاسمة في تحديد مصير التعليق أو العودة للإضراب المفتوح عن الطعام، إذ لا قبول بتجزئة المطالب، فهي كما أكدنا مراراً ضرورية لحدّ الإلحاح.
الاتفاق المبرم في سجن جوّ أصبح في وجه ولي العهد رئيس الوزراء، فما الذي يريده راشد بن عبدالله تبييض وجه رئيسه أم أمر آخر؟