التطبيع بين اقتحامين، اقتحام مستشفى "الشفاء" واقتحام مستشفى"السلمانية"

من اقتحام الجيش لمستشفى السلمانية 2011 (أرشيفية)
من اقتحام الجيش لمستشفى السلمانية 2011 (أرشيفية)

2023-11-17 - 3:13 ص

مرآة البحرين (خاص): ربما كان البحرينيون يوم الأربعاء ١٥ نوفمبر ٢٠٢٣، من أكثر الناس تأثرا بما جرى من اقتحام الجيش الاسرائيلي لمجمع مستشفى الشفاء الطبي في غزة، فلقد عاشوا هذا الألم في العام 2011 حين أعلنت السلطات أن مستشفى السلمانية الطبي محتل من قبل المحتجين السلميين وبه مخازن أسلحة.
لقد اعتقل الجيش الجرحى من المتظاهرين بل وعذبهم، كما اعتقل أعدادا كبيرة من الممرضين والممرضات والأطباء والطبيبات واتهمهم بالإرهاب وأنهم قاموا بتوسعة جروح المصابين لتشويه صورة السلطة أمام العالم.
الآن بعد 12 عاما يعود جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما بضوء أخضر علني من الولايات المتحدة لاقتحام مستشفى بعد ما زعمت وزارة الدفاع الأمريكية أنه يحوي مقرا لقيادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
ورغم الفشل الذي منيت به حملة الجيش الإسرائيلي إلا أن هذا الفشل لم يوقف الاندفاع الأمريكي الداعم لهذه الجريمة، فقد خرج الرئيس جو بايدن ليصرح أن حماس ارتكبت جريمة حرب بجعل المستشفى مقرا عسكريا لها. وهو ادعاء سخيف لم يثبت منه أي شيء حتى اللحظة، فيما بايدن يفقد من جديد مصداقيته كرئيس لأقوى بلد في العالم، رئيس بمرتبة بببغاء يردد الروايات الإسرائيلية التي أصبح العالم يتندّر عليها وصارت مثارا للسخرية.
سريعا تعلّم الاحتلال من المطبعين معه، وكذلك تعلموا منه، استفادوا من خبرتهم في الجرائم والضحية كان الشعب الفلسطيني.
بدفاعه عن اقتحام مستشفى الشفاء انحدر رئيس أكبر بلد في العالم إلى مستوى أحقر وزير عدل في أصغر بلد في العالم ، الوزير السابق خالد بن علي آل خليفة، الذي عقد مؤتمرا صحافيا في 2011 ليتحدث عما أسماه "جرائم الأطباء" في مستشفى السلمانية وأعلن عن انطلاق محاكمة نحو 47 طبيبا ومسعفا وتوجيه 13 تهمة لهم.
صار وزير العدل السابق هزلا وتفاهة في تاريخ البلاد، هكذا سيغدو هذا الرئيس الذي انحدر في قلة المصداقية وقلة الإنسانية وسجل اسمه كواحد من أبرز المشاركين في أكبر إبادة يشهدها العالم الآن.
في (14 يوليو/ تموز 2019) بثت قناة الجزيرة فيلم "اللاعبون بالنار"الذي يقدمه الصحافي الفلسطيني تامر المسحال ضمن سلسلة حلقات برنامجه "ما خفي أعظم". وقد حوى شهادة حصرية لضابط بحريني المقدم العسكري ياسر الجلاهمة قائد الكتيبة التي أوكلت لها مسؤولية إخلاء دوار اللؤلؤة في 16 مارس/ آذار 2011. أكد في شهادته أنه لم يكن المتظاهرون يحملون السلاح، وقال إنه كان شاهداً بنفسه على قيام عناصر من الأمن بفبركة إحضار بعض الأسلحة وتصويرها لإظهار أن المحتجين كانوا مسلحين.