حصاد البحرين 2023: طوفان الأقصى لحظة افتراق في البحرين: الشعب مع فلسطين والحُكم مع إسرائيل

الشعب يبارك عملية طوفان الأقصى بينما الحكم يدينها
الشعب يبارك عملية طوفان الأقصى بينما الحكم يدينها

2023-12-31 - 11:07 م

مرآة البحرين (أوراق 2023): في يوم السابع من أكتوبر 2023، شنّت حركة المقاومة الفلسطينية حماس، عملية مباغتة على مستوطنات إسرائيلية، وأسفرت عن مقتل مئات الجنود العسكريين والمستوطنين، وتدمير فرقة غزة في جيش الاحتلال بالكامل، واعتقال العشرات من الجنود والمستوطنين.
في البحرين، شكلت عملية طوفان الأقصى لحظة افتراق جليّة بين النظام وبين غالبية الشعب البحريني، ففي حين اصطف بيت الحكم في البحرين مع حليفه الكيان الاسرائيلي، إذ أصدرت وزارة الخارجية البحرينية في 10 أكتوبر بيانا انتقدت فيه عملية طوفان الأقصى، معربةً "عن استنكار مملكة البحرين لما ورد في بعض التقارير عن اختطاف المدنيين من منازلهم كرهائن".
بينما اصطف الطرف الشعبي مع الشعب الفلسطيني بشكل كامل، فقد جاءت مواقف علماء الدين الشيعة والسنّة متطابقة من حيث الترحيب بالعملية التي شنتها المقاومة الفلسطينية، مؤكدة على حق الشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال، كذلك جاءت مواقف الجمعيات السياسية المعارضة وكذلك أغلب الجمعيات السياسية الموالية.
من جانبه هاجم رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، بشدّة الموقف الرسمي للبحرين والإمارات من عملية "طوفان الأقصى". وقال هنية، في تدوينة على منصة "أكس"، إنّه "لم ننتظر من وزير خارجية هذه الدولة (البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني) ووزير خارجية دولة خليجية أخرى (الإماراتي عبد الله بن زايد) أقل من ذلك، بل لم ولن نستغرب إذا قامت هاتان الدولتان بدعم قوات الاحتلال أيضاً بالعتاد والسلاح".
وشهدت البحرين تظاهرات ووقفات تضامنية شارك فيها الآلاف من مختلف الأطياف والتيارات، سنّة وشيعة، وفي مناطق امتدت من المحرق حتى دار كليب وشهركان، ترجمت خياراتِهم القاطعة تجاه القدس والأقصى. على امتدادِ أيام العدوان، عبّروا في مُختلف المناطق والقرى عن تأييدهم المُطلق للمقاومة الفلسطينية في مواجهة الجيش الصهيوني وآلة القتل.
أصدر آية الله الشيخ عيسى قاسم عددا من البيانات مواكبة للأحداث والجريمة المستمرة، والتقى ممثّلي حركتيْ "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، مُحدّدًا الخطوط العريضة للحِراك البحريني الداعم لفلسطين: لا احترام للتطبيع أو مُجاملة من يُنادي به. وأكد على المطلب السياسي الذي أصبح مطلبا جامعا في البحرين وهو: إلغاء التطبيع مع إسرائيل وطرد السفير الاسرائيلي من البحرين.
وبعد ازدياد الضغط الشعبي على الحكم، أصدر مجلس النواب البحريني، بيانا يوم 2 نوفمبر 2023، قال فيه إنّ السفير الإسرائيلي في المنامة قد غادرها، وادّعى أنّه تقرَّر إعادة السفير البحريني من تل أبيب، كما قال بيان مجلس النواب إنّ "المنامة أوقفت العلاقات الاقتصادية مع تل أبيب"، وعلى الفور ردت وزارة الخارجية الإسرائيلية، قائلة إنّه صدر قرار "مغادرة" السفير الإسرائيلي للمنامة و"عودة" السفير البحريني من تل أبيب وليس من وزارة الخارجية البحرينية، وأضافت الخارجية الإسرائيلية، في بيان، إنّ "إسرائيل لم تتوصّل بأي إخطار أو قرار من حكومة البحرين وحكومة "إسرائيل" بإعادة سفيري البلدين". مؤكدة أنّ العلاقات بين "إسرائيل" والبحرين "مستقرة".
وفي 18 نوفمبر استضافت البحرين مؤتمر حوار المنامة السنوي، وكانت الكلمة الرئيسية لولي عهد البحرين ورئيس وزرائها سلمان بن حمد آل خليفة، الذي أدان بشكل واضح عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية حماس" في السابع من أكتوبر، واصفا إياها بـ"البربرية".
وكانت المواقف أشد افتراقا حينما اتخذت السلطات في البحرين قرارا بالانضمام لتحالف بحري مناوئ للموقف اليمني الذي اتخذته حركة أنصار الله في صنعاء، فقد قررت ضرب السفن الإسرائيلية التي تمر عبر باب المندب أو السفن التي تحمل بضائع إسرائيلية، إذ علت نبرة الانتقادات للسلطة بشكل كبير بشأن هذا القرار الذي تم اعتباره اصطفافا علنيا مع إسرائيل وحلفها الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
واعتقلت السلطات البحرينية 20 ديسمبر 2023 المعارض البارز إبراهيم شريف لانتقاده انضمام البحرين للتحالف البحري الذي يهدف لتأمين وصول الشحنات البحرية لإسرائيل.
وتساءل شريف، في منشور على منصة إكس «لماذا تقدِّم حكومة البحرين غير المنتخبة نفسها كـ "محلل" شرعي للتحالف الأمريكي لفك الحصار الذي فرضه اليمن على موانئ الكيان الصهيوني المغتصب؟».