حصاد البحرين 2023: الحكومة أرادت تلميع صورتها باستضافة مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي لكنه تحوّل محطة لانتقادها

رئيس بعثة الدنمارك لاجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي طالب بالإفراج عن المدافع عن حقوق الإنسان عبدالهادي الخواجة
رئيس بعثة الدنمارك لاجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي طالب بالإفراج عن المدافع عن حقوق الإنسان عبدالهادي الخواجة

2024-01-02 - 8:53 م



 

مرآة البحرين (أوراق 2023): واجهت السلطات البحرينية أسبوعًا متعبًا على خلفية استضافتها مئات النواب من جميع أنحاء العالم في الدورة 146 لجمعية الاتحاد البرلماني الدولي خلال الفترة من 11- 15 مارس 2023. إذ سلّط عدد من المشاركين الضوء على الانتهاكات في سجل حقوق الإنسان في البحرين وإلى الزّج ببعض منتقدي النظام في السجن بمن في ذلك المواطن البحريني الدانماركي عبد الهادي الخواجة المعتقل منذ العام 2011.

وشارك في المؤتمر أكثر من 1700 نائب يمثلون حوالي 143 برلمانًا. كان النواب الأوروبيون من بين الأكثر انتقادًا لمُضيفيهم، إذ صعد عدد من أعضاء الوفد الدنماركي، بمن في ذلك سورن سوندرغارد وكريس جنسن سكرايفر وكيم فالنتين، إلى المنصة للمطالبة بإطلاق سراح الخواجة. وكرّر نواب مندوبون من فنلندا وأيسلندا وأيرلندا وأماكن أخرى تلك الدعوات.

وقال سوندرغارد إن السلطات البحرينية تجاهلت طلبه بزيارة الخواجة في السجن.  كما نشر نائب آخر، هو كارستن هونغ، صورة له خارج سجن جو حيث يُحتجز الخواجة، على تويتر متسائلًا: "جريمته؟ [الخواجة] الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير".

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي تمتلك صفة مراقب دائم لدى الاتحاد البرلماني الدولي إنّه تم إلغاء تأشيرات اثنين من موظفيها، وهما نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة مايكل پيج، والباحثة نيكو جافرانيا. وهو أمر انتقده عضو الوفد الهولندي بيترا شتينين بشدة، داعيًا رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، البرتغالي دوارتي باتشيكو، للإدلاء ببيان رسمي يندد فيه علنًا بإلغاء التأشيرات.

ولأول مرة منذ توقيع "اتفاقات أبراهام" شارك وفد رسمي من "الكنيست" الصهيوني، برئاسة داني دانون، ممثلاً كيان الاحتلال الإسرائيلي في جلسات المؤتمر.

وتم اعتقال عدد 4 أشخاص خلال الفترة القريبة السابقة للمؤتمر بينهم المحامي إبراهيم المناعي لنشره بيانًا على تويتر مفاده أنّه يتوجب على البحرين إصلاح نظامها التشريعي وجعل البرلمان "إيجابيًا ومؤثرًا في حياة الناس إذا كانت مهتمة بإبراز البرلمان البحريني للعالم".

وفي 10 مارس بدأ النائب السابق المعتقل، الشيخ حسن عيسى، إضراباً عن الطعام للفت نظر المشاركين في المؤتمر إلى قضيته حيث يقبع في السجن منذ قرابة 9 سنوات.

وأثار تصريح جمال فخرو ممثل البحرين خلال المؤتمر ورئيس اللجنة المنظمة حول عدم تعرض الناشط الحقوقي عبدالهادي الخواجة إلى التعذيب رافضاً إطلاق سراحه، وذلك رداً على طلب وفد الدنمارك، أثار موجة من الانتقادات والسخرية معاً خصوصاً مع قيام اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق التي أمر بتشكيلها الملك البحريني نفسه برئاسة بسيوني بتوثيق عملية على تعذيبه.

ورفض متحدث باسم الاتحاد البرلماني الدولي التعليق على ما إذا كانت البحرين تُشَكّل مكانًا مناسبًا لعقد المؤتمر الذي عقد تحت شعار "تعزيز التعايش السلمي والمجتمعات الشاملة: مكافحة التعصب". 

وأشار نيكو جافارنيا، الباحث بشأن البحرين في "هيومن رايتس ووتش"، إلى أن قيادة الاتحاد البرلماني الدولي التزمت الصمت إزاء اعتقال نشطاء المعارضة، واستمرار سجن الخواجة وإلغاء التأشيرات، مضيفًا أنّ الصمت "لم يؤدِّ إلا إلى تعزيز تبييض انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، وحوّل شعار الاتحاد البرلماني الدولي "من أجل الديمقراطية. للجميع" إلى مهزلة".

وتجاهلت السلطات البحرينية طلب الوفد الدنماركي المشارك بزيارة معتقل الرأي عبدالهادي الخواجة في سجن "جَوْ" المركزي. فيما نشر النائب الدانماركي كارستن هونغ، الذي كان يشارك في المؤتمر صورة له على مقربة من سجن جو المركزي مع تغريدة جاء فيها "أقف أمام سجن في البحرين حيث يقضي المواطن الدانماركي عبد الهادي الخواجة حكمًا بالسجن المؤبد. وجريمته؟ الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير".

واحتجَّت قبرص بشدَّة على ظهور علم شمال قبرص التركية خلال المؤتمر. وأرسلت رسالة احتجاج إلى البحرين بشأن الحادثة التي كادت أن تسبِّب أزمة بين البلدين. ونقلت صحيفة "قبرص ميل" عن رئيسة البرلمان القبرصي، أنيتا ديميتريوإن، قولها إنَّ "البرلمان القبرصي أرسل خطاب احتجاج إلى رئيس مجلس النواب البحريني أحمد بن سلمان المسلم"، مضيفة "تلقَّينا خطاب اعتذار من المنامة، والبرلمان البحريني أوضح أنَّ الأمر "تم من دون قصد".

وفي اليوم الأخير للمؤتمر، أصدرت منظمة العفو الدولية بيانًا دعت فيه إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الخواجة، الذي وصفته بأنه سجين رأي.