» حوارات
الشيخ عبد العظيم المهتدي في تجربة السجن: العودة إلى غرفة جميل العلي
2013-01-04 - 7:48 ص
مرآة البحرين (خاص): كعادته في كل ليلة كان يتخذ الشيخ عبد العظيم ركنا من زنزانته رقم (5) في سجن جو المركزي بمملكة البحرين، حاملا القلم والدفتر الذي ابتاعه من الكفيتيريا، هناك يجلس تحت ضوء المصباح الخافت وحوله الجدران الأربعة والباب المقفل وقضبان من حديد فيشرع في الكتابة حتى ساعة قبل أذان الفجر، في هذه الزنزانة كانت محطته الرابعة والأخيرة التي ابتدأها قسرا في التاسع من شهر أبريل سنة 2011 حيث اعتقلته السلطات البحرينية ثم أفرجت عنه في28نوفمبر2012 بريئا مما اتهمته.في تجربة الشيخ جزء من تاريخ السجن في البحرين. فكيف دخله الشيخ للمرة الأولى في 1980حيث غرفة تعذيب الشهيد جميل العلي؟ وكيف عاد إليه؟ وماذا جرى عليه؟ وكيف كان يقضي وقته فيه؟
مرآة البحرين التقته في جلسة خاصة امتدت 4 ساعات متواصلة، وهذا جزء مما دار في الحوار.
ليلة الاعتقال 9 أبريل 2011
كان متهيّأ للاعتقال، لقرائته الدقيقة في سياسة النظام القمعي الحاكم في البحرين فهو في صراع معها منذ بداية شبابه (1977) وعمره (17) عاما، كَتَبَ وصيته لعائلته ووصاياه للسّاحة و للمؤسسات الدينية التي شيّدها، وكان قبلها قد أطلق عبر قناة العالم نداء إلى الضمائر الإنسانية بعد أن دخلت قوات درع الجزيرة: ها لقد استُبيحَت البحرين بقوّات السعودية والبحرينيون في خطر الإبادة على الطريقة التكفيرية في أفغانستان وباكستان والعراق، و كان لهذا النداء والاستغاثة في تلك الساعة الأولى من القضية أثرها الكبير على نفوس الأحرار في العالم، وتكرّر النداء لمدة يومين وتُرجِم للُّغة الإنجليزية. لقد استعد لكل الاحتمالات حينما أرسل إلى أفراد أسرته فردًا فردا وإلى أصدقائه وقبل ثلاث ساعات من اعتقاله، أرسل رسالته النصية عبر الهاتف:
"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ)الْمُهْتَدُونَ)".
وبدأ رجال السلطة في ساعة الفجر وهَمَّ حوالي (50) مُسلَّحاً بمداهمة شقته في المحرق، انتشروا في كل زاوية منها وحطموا جميع محتويات سكنه العائلي حتى الأواني والكؤوس في المطبخ، وهم في الوقت نفسه يسرقون المال والذهب من زوجته وبناته اللاتي يرتعدن خوفا من الاعتداءات الأخرى، وحينما لم يجدوه أخذوا ابنته الكبيرة وولده رهائن إن لم يدلوهما على مكان والدهما، وحيث كان قد أوصى عائلته بعدم تعريض نفسها لأية ضرر في مثل هذه الحالة وأن يبوحوا بأنه في بيت زوجته الثانية بمنطقة سند، فأتيا برجال السلطة إلى هناك، فما أن فتح الشيخ عبدالعظيم عينيه من النوم حتى وجد مجموعة من الملثمين المسلحين على رأسه فقام وطلب منهم أولاً أن يسبغ الوضوء، ثم صُمِّدت عيناه واقتيد خلال عشر دقائق إلى مركز القيادة العسكرية حسب ظنه، وفي العاشرة صباحًا اقتيد من الزنزانة الإنفرادية إلى غرفة ودخل شخص تفوح منه رائحة عطر العود الفاخر، فباغته بصفعة على خده الأيسر قائلا: يا ... وكلمات السب في العرض والمذهب.
وبعد تحقيقات أولية مزيجة بالتهديدات والإهانات استغرقت قرابة ساعة وهو مصمد العينين أوقفوه على قدميه في الممر لمدة ساعة تقريبًا وهو يسمع أصوات سجناء يئنون تحت سياط التعذيب ومعها أصوات الجلادين يضحكون على صراخ السجناء ويشتمونهم بأقبح الألفاظ، وهنا جاء الضابط الذي كان قبل ساعة يحقق معه، ليقول له: تعاون معنا حتى نرجعك البيت، فأجابه بهدوء: ما عندي شي لأتعاون معكم.
بقي في الممر هكذا واقفًا لنصف ساعة أخرى معصوب العينين فيما أذنه تسمع صُراخ المتألمين من الضرب بآلات التعذيب، اقترب منه الضابط مرة أخرى قائلا: قبل أن ينتهي الدوام ويخرج سيدي معالي الشيخ ....، قل إنك ستتعاون معنا لنستأذن منه إرجاعك إلى البيت، هذا أحسن لك من دخولك السجن وسحبك إلى دهاليز المحاكم فتتأذى، تذكر أنك صاحب عيال ينتظرونك.. فأجابه الشيخ حازمًا موقفه: أنا لا أتعاون على الإثم والعدوان. ولمّا يأس منه صرخ الضابط للشرطة: خذوه في السيارة. فجروه وهم في السيارة يقولون له سنأخذك أيها المجوسي الرافضي إلى ملك السعودية (أبو مِتعب) ليقطع رأسك. وانهالوا عليه بالضرب والشتم في السيارة إلى أن وصلوا به الى سجن في مكان بعيد على أنه في مدينة الدمام بالسعودية، كما كانوا يكلمونه حين الضرب في السيارة ثم تبين له بعد أسبوعين أنه كان في سجن (قرين) بالبحرين.
السجن الأول : سجن القرين (27 يوماً)
حين توضع العصابة على عينيك تتكفل بقية الحواس برؤية المكان، في ذلك الممر الطويل الذي ينتهي بدورة للمياه، باب الزنزانة عبارة عن قضبان من الحديد لكن يمنع أن تعطي وجهك للباب وإلا تعرضت للضرب الذي تناله بين فترة وأخرى بخرطوم (الكابل)، و في كل مكان يمكن أن يصله إلى جسدك ما عدا الصفعات واللكمات والركلات. كانت الزنزانة الانفرادية الثالثة من نصيب الشيخ عبد العظيم، و في الزنزانة الثانية كان صوت جواد برويز والرابعة مهدي أبو ديب ويليها الشيخ المقداد وبعدها عبد الهادي الخواجة ثم في الزنزانة الأخيرة كان السيد محمد علي العلوي.
تعرف على شرطي متعاطف نسبيًا، فانتهز الشيخ عبد العظيم الفرصة وطلب منه أن يزوّده بقرآن فجلبه له وحين أخذه الشرطي لحلاقة شعره سأله: هل نحن في البحرين أم في السعودية؟ رد عليه: "أنت في البحرين ولا تقل لأحد"، وفي إحدى المرّات سحبوا الشيخ وهو معصوب العينين وطلبوا منه فتح فمه بعد وضعه بين القضبان فبصق أحدهم في فمه وهو يصرخ: "ابلعه يا الصفوي"، فما كان من الشيخ عبد العظيم إلا أن قام بلفظه خارجاً.
وحين جاء ذلك الشرطي طلب منه تغيير الإسفنج الذي ينام عليه إذ كانت رائحته النتنة خانقة"، فاستبدله له شرطي آخر بإسفنج مبلل بالماء وفيه رائحة الأوساخ ولما عَلِمَ الشرطي الأول بعد أيام أحضر له آخر، فشكره الشيخ وحكى له ما فعله أصحابه البارحة وقال له: إن ذلك لا يليق بالإنسان المسلم ونحن مسلمون"، فقال له الشرطي: "خلها على الله اشتكي عليهم عند الله"، رد عليه الشيخ عبد العظيم : "من واجب المسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قل لهم بأن هذه التصرفات عيب". ثم قبل نقله من سجن (القرين) إلى سجن سرداب القلعة بيوم واحد سُمح له بالاتصال بأهله، فكان سماع صوتهم كافيًا؛ ليبعث فيه القوة الروحية وحالة من الاطمئنان ليمسح على آثار الضرب المبرح التي كانت تقدم إليه بين ليلة وأخرى على أيدي مجموعة من الملثمين يدخلون عليه ويتنقلون من حجرة إلى حجرة للتنكيل بالسجناء فترة ما سميت بـ (السلامة الوطنية).
السجن الثاني: سرداب القلعة (شهر إلا 5 أيام)
في 4 مايو 2011 نُقل الشيخ عبد العظيم معصوب العينين إلى سرداب بعمق طابقين تحت الأرض، حين أغلق عليه باب الزنزانة الانفرادية أزيلت العصابة عنه، بعكس ما كان في السجن السابق فقد كان هذا السجن جديدا، الزنازين مرتبة والحمّامات في خارجها جيدة، بقي أولا لخمسة أيام يستمع فيها صوت التعذيب وصريخ السجناء المتألمين فقط، وفي اليوم الخامس تمَّ التحقيق معه ليقول كل شي ويوقع على ما يُطلب منه أو سيدخل في دورة التعذيب، يقول الشيخ كانت لهجة المحقق شامية وعرفت فيما بعد أنه عيسى المجالي. وبدأ سؤاله طالبًا أن يسرد له رحلته في الحياة منذ دخل في المعارضة قبل (33) سنة، وكانت في يد المجالي أوراق مطبوعة فيها الرسائل النصية التي كان يوجه بها الشيخ عبدالعظيم المتظاهرين أيام أحداث ( 14فبراير) بصورة علنية، فبادره المجالي بالتهم: "أنت حرّضت الشارع والمحتجين وهذه مسجاتك ونعرف عنك كل شيء، حتى رسالتك التي تطالب فيها الأمم المتحدة بإجراء استفتاء على مصير الشعب، تريد إسقاط النظام بهذه الطريقة يا المجوسي؟"، ثم فوجئ الشيخ بتهمة: "أنت لديك أسلحة أين هي؟ ومن الذي يمولك في السفارة الإيرانية؟"
أجاب: أنا لا أؤمن بالعنف وعندي مؤلفات كثيرة في نبذ العنف وتمت طباعة كتابي (السلام عنوان دين الله) في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية عندما كنت عضوًا فيه بتعيين الملك، وأنا صاحب الشعارات الثلاث لمسيرتي بعد عودتي للوطن، "المحبة والعدالة و العقلنة" دعائم الإصلاحات الناجحة وقد وضعتها في كتاب بنفس العنوان، حتى شعار مكتبي وأفكاري واضحة وآرائي معلنة، قاطعه المحقق المجالي: هذا الكلام لا يشفع لك احكي قبل ما نبدأ معك ما لا تتحمله من الضرب، قل إنك عميل لإيران. ثم هدّده بالعرض، فرد عليه الشيخ عبد العظيم: اذاً لو كنت عميلا ما كنت قدّمتُ استقالتي للملك، فوجود العميل في هذا المنصب خير غطاء عليه، وأما تهديدك بعرضي وشرفي فإذا عندك غيرة لا تفعل ذلك وأنت عندك أم وأخت وزوجة وبنات. وهنا ركّبوا أجهزة الصعق الكهربائي على جسم الشيخ تخويفًا ولم يصعقوه، واكتفوا بضربات قوية على أصابع يديه وقدميه بالخشبة اليابسة فانتفخت واسودت وكان متجلدًا في ألمه يُردِّد بصوت خافت يا الله، ويرد المجالي ضاحكاً: الله ورسوله أدخلناهم في الدرج وقفلنا عليهم. لا تذكر الله هنا ولا تحلف به. قل إنك تعمل للحرس الثوري لنوقف عنك التعذيب.
لقد استمروا مع الشيخ عبد العظيم بهذا التنكيل خمسة أيام معصوب العينين ومربوط اليدين محرومًا من النوم والجلوس حتى يوقّع على الإفادة التي يريدون منها إلصاق التهم عليه وأهمها قضايا السلاح والارتباط بالحرس الثوري الإيراني، وكان يأتيه المحقق بين ساعات وساعات ويقول: اعترف وخلِّص نفسك فأنت بمقاومتك تدمّر نفسك وفي النهاية ستوقع، وقّع الآن وسنسمح لك أن تنام، وبالرغم من تعرضه للإغماء مرتين إلا أنه كان يقول: أعطيكم جنازتي ولا أعطيكم توقيعي على ما ليس عندي، كان الشيخ عبدالعظيم مُصِرَّاً أن يذهب معهم إلى آخر الخط، وفي الليلة الأخيرة جاءه المحقق قائلاً: وقّع على الإفادة وليس فيها إلا ما يسرك، وقّع كي تعود غدًا في الصباح إلى البيت، بالفعل لم يثبت عليك شيء. فقال لهم: لا أوقع على ما لم أقرأه، وفتحوا العِصابة من عينيه وحين هَمَّ بقراءة السَّطر الأول سحب المحقق الورق بسرعة مستطردًا: ليس لدينا وقت، دوامنا انتهى، ثق واطمئن قسمًا بالله لم نكتب إلا ما قلته لنا في التحقيق، كان الإنهاك قد بلغ مداه جرَّاء الوقوف على القدمين والذي استمر خمسة أيام ولياليها وكانت آلام ظهره قد بلغت الذروة، فأُجبر على التوقيع دون قراءتها وتحت التهديد بالعرض والشرف، وتبين كذبهم، فلم يخرج من السجن كما وعدوه بل أكمل (21) يومًا في زنزانته ينتظر مصيره وهو يسمع صراخ السجناء الذين يتم تعذيبهم هناك وإهانتهم بتقليد أصوات الحيوانات والضحك على من كان يرضخ لهذا الأمر المهين طمعًا في قسط من الراحة بعد وجبات التعذيب القاسي.
يقول الشيخ عبدالعظيم راويًا قصته: بعد أسبوعين تقريبًا نقلوني للمحكمة العسكرية وهناك أعادوا التحقيق معي من الساعة (8) صباحًا حتى الساعة 10:30 مساءً، قطعه وقت الصلاة والوجبة السريعة فقط، وقال المُحقق العسكري: سنقرأ عليك إفادتك ولك أن تنكر ما لم تذكره في التحقيق السابق، فهذا تحقيق جديد، بدأ يقرأ له إفادته السابقة ويحذف ما يعترض عليه الشيخ عبد العظيم، كان أولها: أنه عضو في الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين بقيادة هادي المدرسي ويريد إسقاط النظام، قاطعه الشيخ أن هذا الكلام كذب وتقوّل، فحذفه المحقق وأكمل: إنه لم يعترف بالأسلحة لكن التحريات تقول إن عنده أسلحة، وعلى هذا السياق أكمل المُحقق أسئلته التي خلطها بأسئلة عن القضايا الفكرية والعقائدية وعن رأيه في الملك، فكان الشيخ صريحًا في رأيه: نحن في عقيدتنا الإسلامية نؤمن بقيادة المرجع الفقيه الجامع لشرائط العلم والعدل والتقوى، ولكن عندما لا يكون الحاكم مبسوط اليد لم يكن حاكما مبسوط اليد فالحاكم الموجود إن كان عادلا نتعامل معه في هذه الحدود فقط سياسيًا وهو ليس بمعنى البيعة الدينية، وإذا ظلم فاننا عارضناه بما نستطيع حتى يعود إلى العدل.
حين انتهى التحقيق خرج معصوب العينين بانتظار الآخرين حتى يكتمل العدد للعودة إلى السرداب، ولكنهم بدأوا بإيصال سجناء (قرين) أولاً، وصلنا في حدود الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل متعبين وهناك دخل شرطي ينادى بأسمائنا ومع كل اسم كان يصفع صاحبه، وهنا عرفنا بعضنا البعض وهم النائب جواد فيروز، الشيخ محمد حبيب المقداد، النائب مطر مطر، والدكتور الشيخ ميثم السلمان، كما أذكرهم، أنزلونا جميعًا وجعلونا في صف واحد وأخذوا بضربنا ونحن واقفين ومتعبين من يوم كامل في التحقيق العسكري، وانهالوا علينا بالشتائم المذهبية وفي أعراضنا بالألفاظ السوقية، ثم أدخلوا سجناء القرين إلى السجن وعادوا بالباقي إلى سرداب القلعة فوصلنا إلى زنزانتنا قبل أذان الفجر بقليل بعد يوم طويل في التحقيقات العسكرية ورحلة شاقة مع الضرب.
العودة إلى غرفة جميل العلي
يضيف الشيخ عبدالعظيم روايته لمعاناته قائلا: أية صدفة هذه التي جمعتني في هذا المكان، وهو أسوأ جهاز للتحقيق يكمن في البقعة يسلخون فيها الإنسان من آدميته، تتوفر فيه كل أجهزة الصعق وتحدد فيه نهايات صرخات المطالبين بالحرية والعدالة. إن لي في هذا السجن ذكريات عن اعتقالي في سنة 1980 حين استشهد جميل محسن العلي في نفس السرداب جرّاء التعذيب، وكان آنذاك تقاطرت الجماهير إلى مسجد مؤمن في المنامة، وكنت حينها عائدًا من دراستي في حوزة النجف الأشرف العلمية في العراق، كان عمري في العشرين، حينها كنت في العشرين من عمري، جلست عند جنازة الشهيد جميل العلي وأخذت الميكروفون مكبر الصوت وألقيت خطبة حماسية هدّدت فيها الحكومة أن دم الشهيد لن يضيع مُؤكداً أن المسيرة مستمرة بكلماتها الزينبية.
يقول الشيخ أنه في اكتوبر (1980) لما اعتقلوه من أمام منزله بالمحرق في تمام الساعة العاشرة صباحًا اقتيد إلى مركز شرطة المحرق وبعد الساعة الواحدة ظهرًا نقلوه إلى القلعة في السرداب نفسه تحت الأرض في سجن انفرادي طوله متر في متر ونصف وكان مكانًا وسخًا ونتنًا، وبعد يومين أخذوه إلى غرفة التعذيب المعروفة برقم 77، ورأيتُ آثار التعذيب على الجدران طرية، وقد قال له المحقق المعروف عادل فليفل: هذه دماء جميل العلي الذي تكلمت عند جنازته ومصيرك سيكون مثل مصيره، وبدأ الضرب والوقوف على الأقدام لثلاثة أيام وأغمي عليه في اليوم الثالث وكاد أن يموت في ذلك العام.
هنالك طلب الشيخ عبد العظيم من المحقق أن يعطيه قلمًا وورقة ليكتب له اعترافاته ولكن الشيخ اشترط عليه أن يأخذ أولاً ساعة من النوم حتى يستطيع أن يكتب جيدًا، استبشر المحقق خيرًا، سمح له بالنوم في الممر، وكانت فرصته ليحرر قدميه من هذا الوقوف الطويل، أيقظه المحقق بعد ساعة، وأدخله غرفة التحقيق وناوله مجموعة من الأوراق وشرع الشيخ عبدالعظيم في الكتابة حتى انتهى من الورقة الثالثة.
دخل المحقق فأعطاه الأوراق فأمطره المحقق بالمديح على كتابة اعترافاته والشيخ يطلب منه أن يفتح الأوراق وهنا كانت المفاجأة، حيث كلما انتقل المحقق إلى سطر جديد تجهّم وجهه حتى انتهى من قراءة السطر الأخير استشاط غضبًا وبدأ يشتم ويسب الشيخ بألفاظ سوقية: أنت الحمار تخدعني هل تعرف من أنا؟ أنا من عشيرة الخالدي ولا أسمح لأحد بإهانتي، انتفض قائمًا ورفس الشيخ عبد العظيم في بطنه ونتف لحيته حتى دخل العقيد فليفل فرفعه من على الأرض وزاده ضربًا وصفعات وقال: أنه اتصل بمسؤوله وبشره بحصوله على اعترافات مهمة وإذا بك تضحك علينا. في تلك الليلة نال الشيخ عبدالعظيم من التعذيب ما يكفي ليشفي غليلهما، لأنهما اكتشفا أن الشيخ لم يكتب اعترافات وإنما كتب وصية سياسية حادّة عن الظلم وعن عاقبة الظالمين وإنه لا يخشى الموت إن وقع في التعذيب وهذا ثمن الحرية في عقيدته. وكان السطر الأخير من وصيته العبارة التالية "هذه وصيتي وليست اعترافات".
وبعد يوم وجد الشيخ الشاب آنذاك نفسه في (فرضة المنامة ( المرفأ المالي حاليًا) وكانت باخرة صغيرة (بانوش) قادمة من إيران مُحمَّلة بالبضائع، رموه فيها بقوة وكانت صحته متدهورة، هكذا وجد نفسه خارج خارطة وطنه (البحرين)، خارج ملحها، خارج إنسانيتها، خارج عنفوانها وتاريخها، ماذا تعني الشمس وامتداد زرقة البحر في وسط البحر غير التيه لحظتها، هل يمكن أن يُنتزع الوطن هكذا قسريًا، دون الأهل والناس ليبقى الهاجس الأوحد، أبدا وسأعود يومًا إلى وطني. هكذا قال الشيخ لنفسه وهو ينظر الى أبنية البحرين تصغر وتصغر كلما تبتعد عنها السفينة المتجهة إلى مدينة بوشهر الإيرانية.
ويفيق الشيخ عبد العظيم وينتبه في الألفية الثانية، وهو في نفس المكان (سرداب القلعة) ولكن بلباسه الجديد ولحيته البيضاء بعد أحداث العام 2011.
يبتسم حين يستذكر أنه زار القلعة في 2005، وهو عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بتعيين من الملك، وكانت حادثة قمع المسيرات بشكل مكثف جرَّاء الاستخدام المفرط لغاز المسيل الدموع على البيوت دافعًا لجمع من وجهاء المآتم والشخصيات الاجتماعية لمقابلة وزير الداخلية بشكل عاجل، فطلبوا منه أن يرافقهم ليحدث الوزير بإيقاف القمع. وفي اللقاء بادره الشيخ عبد العظيم بالقول: لماذا لا تسألون هؤلاء المتظاهرين ما هي مطالبكم بدلاً من ضربهم بمسيلات الدموع ونحن في زمن الإصلاحات. وعند الخروج من القاعة وقف الجميع لأخذ صورة تذكارية مع الضباط وصادف أن وقف الوزير بجانب الشيخ عبد العظيم فسأله الشيخ مازحًا: في سنة 1980 عندما اُعتقلت أدخلوني في سرداب هنا وكانت زنزانة قديمة وغرفة خاصة للتعذيب، هل لازالت موجودة؟ إذا كانت موجودة أريد أن ألتقط صورًا تذكارية لمذكراتي؟ فرد عليه وزير الداخلية قائلاً: إنها جُددتْ في بناء مرتب...
وهكذا بعد (6) أعوام حقق وزير الداخلية أمنية الشيخ عبد العظيم فشاهد كيف تغيّر المكان وأصبح جديدًا بالفعل ولكن أجواء التعذيب قد أعادته لذكرياته الأليمة أيام شبابه وهو اليوم على أعتاب الواحد والخمسين من عمره.
السجن الثالث : الحوض الجاف (شهران)
بعد انتهاء التحقيقات العسكرية نقلوا المعتقلين وفيهم الشيخ عبدالعظيم إلى سجن الحوض الجاف بمحافظة المحرق (وهي مدينته) وتم توزيعهم على الغرف بحيث يتشارك كل (8) إلى (12) شخصا في غرفة واحدة، في البداية كانت المعاملة قاسية وبالأخص النقيب من الجلاد المعروف (بدر غيث) ابن النائب العام، واستمر أخذهم الى جلسات المحكمة العسكرية حتى تمَّ الحكم على الشيخ عبد العظيم خمس سنوات بتهمة "التحريض على قلب نظام الحكم"، عند عودتهم إلى سجن الحوض قال لهم الشرطي عند الباب ساخرًا: كم أخرجوا لكم من (الجَفير) وهي السلة المصنوعة من سعف النخيل- و يقصد كم سنة تمَّ الحكم عليكم، فقال له الشيخ عبد العظيم ضاحكًا: "أنا خمسة وبها صرت الآن في خمس نجوم (Five Star)"، فقال الشرطي: "خمس سنوات سجن وتضحك؟"، فرد عليه: هناك الله وهو القادر على كل شيء لأننا من أجله غضبنا على باطلكم. هزَّ الشرطي رأسه مُتعجبًا.
في هذا السجن كتب كتابه (أماه) وكتابًا آخر ألفه بعنوان الحسينيون.. أخلاقيون، إصلاحيون، إبائيون، منتصرون) رغم المنع المفروض عليه وخطورة حصوله على القلم وبعض الورق وصعوبة إخراج ما كتبه. وكان الشيخ في هذا السجن يلقي محاضرات تربوية للسجناء الذين أحبوه كثيرًا.
يحكي لنا الشيخ خواطر أيامه الصعبة في السجن، أنه كلما كان يُؤخذ إلى المحاكم تتجدد ذكرياته في الطريق وهو مصمد العينين، يعود بذاكرته إلى يوم نقلوه من ميناء بوشهر إلى المستشفى عليلا حينها آواه أحد الخيرين في بيته حتى استرد عافيته ثم انتقل إلى مدينة قم وبقيت ورقة "من رعايا إيران" عالقة، أين يصرفها فهي غير مقبولة قانونيًا، ومتى كان من رعاياها فهو لم يكن مولودًا على أرضها حتى!، انشغلت إيران بحربها مع العراق ولم تلتفت إلى المُهَجَّرين الذين أرسلتهم الحكومة البحرينية قسرًا عبر البوانيش (البواخر الصغيرة) إلى إيران، لم يكتف النظام البحريني في (1980) بتهجير الشيخ عبد العظيم وحده بل أرسل إليه أخاه الكبير حسين بعد عامين من اعتقاله وسبق أن أبعد قبله أخاه جاسم وثلاثا من أبناء شقيقاته، وفي سنة 1984 اعتقل النظام شقيقته الكبرى وكانت حاملا في شهرها السابع، وبعد سجن وضرب في مركز الخميس لمدة ثلاثة أشهر أبعدوها مع زوجها المصاب في القلب وضيق التنفس ومعها سبعة من أطفالها دون ثلاثة منهم لغرض تشتيت شمل العائلة، وتُركتْ أم الشيخ عبد العظيم تواجه مصير غياب أبنائها وأحفادها، وبعد انتهاء الحرب هاجر الشيخ عبد العظيم إلى الدنمارك وحصل فيها على حق اللجوء السياسي وفتح في العاصمة (كوبنهاجن) مكتبًا للشئون الدينية للمغتربين) هناك.
السجن الثالث: سجن جو
تم نقل الشيخ عبد العظيم والشيخ المحفوظ وسجناء آخرين من المجموعة المنسوبة إلى جمعية العمل الإسلامي إلى سجن جو المركزي.
في هذا السجن كان التعامل سيئًا جدًا معنا، مثلا حين تعترض على شيء يُلفق الشرطي كذبة يصدقها الضابط وتكون العقوبة (المنع من الشراء من المقصف الأسبوعي لمدة شهر أو قطع الاتصال بالأهل لمدة شهر، أو الحبس الانفرادي لمدة 3 أيام أو أسبوع أو شهر).
كان الشيخ عبدالعظيم في هذا السجن قد عكف يلقي على السجناء في حجرته وعنبره دروسًا في العقائد والأخلاق والفقه ويحلل لهم الأحداث السياسية على ضوء ما تصلهم من أخبار عن الساحة، وفي ساعات أخرى من وقته كان يجلس مع القلم والدفتر ويؤلف حول مواضيع متعددة مثل: صياغة خطب الإمام علي في نهج البلاغة على نحو سؤال منه وجواب من نصوص هذا الكتاب. وكتاب تحت عنوان (تشبيهات وتمثيلات و(كتاب بعنوان (قيادة التغيير و (كتاب (الجامع في الأخلاق الإسلامية) وكتابه حول مشاركاته في الانتفاضة البحرينية الراهنة بعنوان (شاء الله أن يراني سجينًا) ومجموعة كتيبات متنوعة. كما له رسائل عديدة إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف وإلى الرئيس المصري الدكتور مرسي وإلى الرئيس الأمريكي أوباما وكلمات قصيرة إلى الشعب والنشطاء ورسائل تربوية إلى أولاده.
رسالة إلى الأمير عبر الشيخ شمس الدين
مخزون ذاكرته لا ينضب، تلتصق بذاكرته كل المشاهد التي رواها لنا منذ التحاقه بالدراسة الدينية إلى حوزة النجف الأشرف وعمره (14) سنة. لقد حدثنا حول محطات حياته قرابة أربع ساعات. فعن أحداث الثمانينات قال كثيراً واسترسل للحديث حول التسعينات وهو يقفز لما بعدها، ففي العام 1996 مثلا كان الشيخ عبد العظيم من حجاج بيت الله الحرام، التقى بنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ محمد مهدي شمس الدين، والذي كان يُستدعى على الدوام من قبل حُكّام الخليج كلما وخزها طوفان الشارع في أزماتها السياسية، وذلك في مقر بعثته إذ دعاه لجلسة خاصة قائلا له: أنا عندي دعوة من أمير البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة للتوسط بين المعارضة والسلطة لإنهاء الأزمة، فماذا تقترح أن يكون محور الحوار مع الأمير عند لقائي به؟ فقدم له الشيخ عبدالعظيم أفكارًا أيَّدها الشيخ شمس الدين وقال يُفضل أن تكتبها لي، فكتبها الشيخ عبد العظيم في نقاط مثل: إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، عودة المُبعدين، تهيئة الأجواء لانتخابات حُرة ونزيهة للمجلس النيابي وتعويض مالي لعوائل الشهداء والسجناء والمبعدين وإبعاد جهاز الأمن الوطني (أمن الدولة) عن الحوار، في ذلك الوقت قدمت هذه المقترحات أيضا للأمير الراحل الشيخ عيسى).
لجنة شؤون المبعدين
في العام 2001 حين أعلنت الحكومة عن انفراجات وإصلاحات سياسية سمحت بعودة المبعدين ممن خرجوا طوعًا بأنفسهم من البحرين واستثنت من تم إسقاط جنسياتهم وإبعادهم قسريًا، ومن أبعدتهم ولم تكن لديهم الجنسية البحرينية، فأسس الشيخ عبدالعظيم لجنة لمتابعة شؤون المبعدين البحرينين، عقد عدة مقابلات مع الصحافة والإعلام ومنها فضائية أبوظبي وفجر في تصريحاته هذا الملف فأحرج الحكومة التي حملت راية الإصلاح السياسي، مما دعا سفير البحرين أن يتصل به لتهدئة التصريحات فأمهلهم الشيخ عبدالعظيم أسبوعًا لكن الأسبوع مضى ولم يصل من السلطات رد حول طلب عودتهم، وعددهم حوالي (600) عائلة لم يتحدد مصيرهم.
واصل الشيخ عبد العظيم التصريحات والبيانات عبر الإنترنت ووضع شعارًا للجنة "ما ضاع حق وراءه مطالب"، وواصل جهوده حتى لحظة اتصاله عبر وسيط بمستشار الملك د.حسن فخرو (وزير التجارة حاليًا، (فأخبره: أن الأمير حمد وافق على رجوعك أنت وعائلتك، فرد الشيخ: عائلتي كبيرة! كل المبعدين هم عائلتي. سواء الذين تم إسقاط جنسياتهم والذين هم كانوا بدون جنسية، وافقت الحكومة على رجوع القسم الأول على أن يكون الشيخ عبد العظيم منهم فيلتقي مع الأمير حمد (الملك) ويجلب موافقته للقسم الثاني، وتمّت الموافقة على هذا الحل فعادت المجموعة الأولى وتابع الشيخ أمور المجموعة الثانية حتى عادوا إلى أرض الوطن. وذلك عندما التقى الشيخ عبد العظيم في (2001) مع الملك تجاوز الساعة بحضور وزير الديوان، بدأها عبد العظيم بقوله: أن عهد الثمانينات والتسعينات كان عهدًا أسودًا، و أتمنى في عهدك ما بعد الألفين أن لا نعود للوراء، آثار التعذيب في السبعينات في سجن القلعة ما زالت معي، خمس سنوات عالجت في عيادة خاصة لضحايا التعذيب في الدنمارك وأتمنى أن لا يعود الوضع السابق للبحرين، رد الملك: ذلك عهد لن يعود، والأيام الجميلة قادمة! فرد الشيخ عبد العظيم: هذا الشعب يحب الحاكم الذي يعدل، وقد قال أمير المؤمنين الإمام علي ("ع): "عاشروا الناس معاشرةً إن مُتُم بَكوا عليكم وإن غِبتم حَنُّوا إليكم "ثم تحدث الشيخ عن معالجة الفقر والشراكة السياسية وأنهى حديثه بضرورة الإسراع في عودة النصف الثاني من المبعدين.
نقل له د. حسن فخرو أن الملك قال إنه لأول مرة يحدثه عالم دين بهذه مواضيع ويمتلك هذه الصراحة واللغة في الطرح ولديه رؤية متكاملة حول الوضع.
لقرابة العام وأشهر تابع الشيخ عبد العظيم ملف عودة الدفعة الثانية من المبعدين حتى سمح لهم بالعودة بطائرة خاصة، وكان في استقبالهم الشيخ عبد العظيم مع محافظ المحرق عند باب الطائرة، وبعد فترة تم توزيع جوازات السفر في حفل خاص اُقيم لهم في فندق الخليج، وما أن انتهى ملف المبعدين حتى حمل الشيخ ملف المواطنين البدون الذين عاش بعضهم أكثر من (60) عامًا دون الجنسية فجمع أسماءهم في حدود (220) عائلة وأعطى قائمتهم للديوان الملكي.
الاستقالة من المجلس الأعلى
في سنة (2005) عينه عاهل البحرين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي يضَمَّ 16 عضوًا مُناصفة من الطائفتين، وذلك بعد أن شاور بعض مراجع الدين والشخصيات السياسية في البحرين والمنطقة منطلقًا في موافقته من مبدأ (ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم، (لكنه بعد فضيحة (بندر كيت) المعروفة أخذ الشيخ يفكر في الاستقالة حتى أرسلها إلى الملك في العام (2009) حين زادت وتيرة القمع والاعتقالات، وبالتالي زادت الاعتصامات، فأرسل برقية الاستقالة للملك وذكر فيها الأسباب التالية: عودة القمع في التعامل ضد المعارضة بدلا عن الحوار معها، التجنيس العشوائي السياسي في الوقت الذي هناك تجاهل لملف البدون الذين قدم الشيخ قائمة بأسمائهم ولم يتم قبولها، الصمت الرسمي على تكفير الشيعة وبالأخص ممن لهم مناصب رسمية في الدولة (جاسم السعيدي)، مثالا.
أعقبت الاستقالة ضجّة إعلامية وفي اليوم الثاني طلب الملك لقاءه بصورة عاجلة، وفي اللقاء الذي امتد ساعة وثلث الساعة، تحدّث فيه الشيخ عبد العظيم بصراحة عن وضع البلد بالنسبة للاعتقالات والتجنيس والتكفير، فوعده الملك بالنسبة لاعتقال المعارضين (ويقصد الأستاذ حسن المشيمع) بأن يترك الأمر للقضاء، وأما التجنيس فقال إن العدد ليس بالحجم الذي تهوّله المعارضة، وأما ملف البدون فطلب الملك التوقيع عليه حالاً لمنحهم الجنسية، أما فيما يخص السعيدي (شيخ دين سلفي نائب في البرلمان) فسيتم إسكاته. وقال الشيخ عبد العظيم للملك: أن المشروع الإصلاحي اذا أردت له نجاحًا فهو مع البطانة الصالحة، بهذه الصراحة تحدث مع الملك، ثم خرج مُودِّعًا تلك الوظيفة الرسمية وإغراءاتها العديدة. ومنها منحه الملك في العام (2007) (الوسام الوطني للكفاءة من الدرجة الأولى، ومبلغًا ماليًا لبناء بيت له. فلم يقبل ذلك رغم احتياجه للسكن حيث يسكن منزل والده في المحرق وهو من البيوت الآيلة للسقوط.. ولازال يعيش بلا سكن خاص يستقر فيه وعياله بعد أن خرج من منزل والده قبل أربع سنوات، ومعاناة عائلته زادت بعد أن سجن الشيخ فطاردت بلطجية المحرق عائلته حتى ضايقوا عليهم فاضطروا للخروج من المحرق ليؤويهم أحد أقاربهم في بيته...
في الليلة الثانية من الإفراج وصل إلى مدينته المحرق، لم تتحمل السلطة هذا الاحتضان الشعبي والنخبوي الذي استقبل الشيخ، فأقامت المفارز والمضايقات وأطلقت التهديدات. كان هناك شخصيات بوزن الشيخ عيسى أحمد قاسم والسيد الغريفي والشيخ علي سلمان وممثلين عن الجمعيات والناشطين الحقوقيين ورؤساء الحسينيات والفعاليات الخيرية والاجتماعية.
اقرأ أيضا
- 2018-11-21الفائزة بجائزة منظمة التعليم الدولية جليلة السلمان: سياسات التربية منذ 2011 هي السبب الأكبر وراء تقاعد المعلمين!
- 2018-05-17الموسيقي البحريني محمد جواد يفكّ لغز "القيثارة الدلمونية" وينال براءة اختراعها
- 2017-10-03مترجمات «ما بعد الشيوخ» في حوار مع «مرآة البحرين»: كان الهدف أن نترجم ثقل الكتاب!
- 2017-10-03«مركز أوال للدراسات والتوثيق» في حوار مع «المرآة»: كتاب «ما بعد الشيوخ» طبع 6 مرات رغم تزوير الترجمة من جهات أخرى
- 2017-10-03فؤاد الخوري ليس كأيّ كتاب... مروة حيدر: رسالة "دعوة للضحك" وصلت… أنا مترجمة تبتسم!