سر استقالة الرئيس التنفيذي لـ«بابكو»: رفض فصل الشيعة وتوظيف مئات من جنود المشير!

2013-02-05 - 11:06 ص


مرآة البحرين (خاص): كشفت مصادر مطلعة لـ"مرآة البحرين" أن السبب الحقيقي الذي دفع الرئيس التنفيذي في شركة نفط البحرين "بابكو"، غوردن سميث، إلى تقديم استقالته من منصبه، وهو رفضه لقرار من الديوان الملكي بتوظيف عشرات الجنود من الجيش في "بابكو" كموظفين مدنيين مع إقالة الموظفين الشيعة.

وقالت المصادر إن "ما تم طلبه من الرئيس التنفيذي هو كالآتي:توظيف أكثر من 120 موظف جديد في مصافة البحرين كلهم آتون من جيش المشير خليفة بن أحمد آل خليفة، على أن يترافق توظيفهم مع التخلص من الموظفين الشيعة خصوصا من يعملون في المصفاة"، مشيرة إلى أن سميث وهو "شخصية اسكتلندية مستقيمة المنهج رفض أن يقوم بعمل إجرامي في حين صمت مسؤولين بحرينيين عن هذه الأوامر الإقصائية الإجرامية".

وبحسب المصادر، تكشف خطوة الديوان تجاه "بابكو" عن توجه واسع لوضع يد الجيش على القطاعات الاقتصادية الهامة، والشركات الكبرى في البلاد، وعن توجه جدي حقيقي لدى الملك حمد بع عيسى آل خليفة ومجموعة الخوالد على القضاء على كل أمل في مستقبل المواطنين المضطهدين المهمّشي.

وأضافت المصادر أن "هذه المعلومات الأكيدة هي رأس الجليد، فما يجري في الوزارت خطير، فهناك عملية استبدال كاملة لنوعية الموظفين وعملية تطهير طائفي مستمرة لكنها الآن اتخذت اشكالا مستترة تنفذ أكثر مما هو موجود في "تقرير البندر"، قائلة  "البلاد تتجه بسرعة رهيبة نحو كارثة محققة من دون "فرامل".

يُشار إلى أن صحيفة "الوسط" نشرت في 20 يناير/كانون الثاني الماضي تقريراً عن استقالة سميث، الذي رفض آنذاك الحديث عن أسباب استقالته. وأوضح التقرير أن استقالة سميث :"تعد ثالث خروج لشخصية رئيسية من الشركة في غضون عام واحد، خصوصا بعد ابعاد الوزير عبدالحسين ميرزا عن "بابكو"، وإحلال شخصية خليفية مكانه هي وزير المالية أحمد بن محمد آل خليفة.

وتأتي استقالة سميث في وقت تعمل فيه "بابكو" على وضع اللمسات النهائية على خطة لتطوير مصفاة النفط الوحيدة في المملكة، التي تبلغ كلفتها نحو 6 مليارات دولار، وكذلك بناء أنابيب نفط بين البحرين والمملكة العربية السعودية بكلفة 350 مليون دولار.

وكان بيان للشركة أفاد بأن مجلس الإدارة، الذي انعقد في منتصف يناير برئاسة عادل المؤيّد، قد وافق على الاستقالة التي تقدّم بها سميث، على أن يتولى المؤيد مهمات ومسئوليات الرئيس التنفيذي اعتباراً من الأول من فبراير/شباط الحالي بصفة الرئيس التنفيذي بالوكالة، بالإضافة إلى مهمات منصبه الحالي كرئيس لمجلس الإدارة.

وأبدى خبراء في صناعة النفط في البحرين لـ"الوسط" قلقهم من إمكانية تأخر صناعة النفط والغاز في المملكة نتيجة خروج خبراء وكفاءات محلية وأجنبية مؤثرة من الشركة، وتأثير ذلك على الاستمرار في تطوير المنشآت النفطية الحيوية، والتي من ضمنها مصفاة النفط الوحيدة.

كما تحدث الخبراء عن تراجع عمليات التدريب في "بابكو" وتضخم في بعض الوظائف غير المهمة، سينعكس سلبياً على أدائها وسيتضرر الدخل من هذه الصناعة المهمة، التي تمثل نحو 85 في المئة من الدخل الحكومي، وتوظف 2700 شخص.والبحرين هي دولة صغيرة منتجة للنفط وأقل دول الخليج العربية ثراء، إذ تستخرج نحو 45 ألف برميل فقط من النفط الخام من حقولها البرية.لكنها تستلم نحو 150 ألف برميل من حقل أبو سعفة المشترك مع السعودية. كما أنها تستورد من السعودية نحو 200 ألف برميل من الخام لتصفيته وبيعه في الأسواق.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus