مرآة البحرين (خاص): أطلقت حلبة البحرين الدولية، في منتصف فبراير- شباط الماضي، الحملة الإعلامية لسباق الجائزة الكبرى للفورمولا1، المُقرَّر إقامته في الحادي والعشرين من أبريل- نيسان المقبل، رغم استمرار الاحتجاجات الشعبية المنادية بإصلاحات سياسية في العاصمة المنامة.

وسبق للاحتجاجات الشعبية المُناهضة للحكومة أن تسبّبت في إلغاء جولة البحرين من روزنامة بطولة العالم لسباقات الفورمولا1 في العام 2011، إلا أنّ السباق عاد ليُستأنَف في العام الماضي، رغم ضغوطٍ دولية بعدم إقامته، والمخاوف بشأن سلامة الفرق والأفراد، إلى جانب رفض العديد من الناشطين السياسيين والحقوقيين من مختلف دول العالم لمثل هذه الفعالية، التي من شأنها أن تُساهم في تجميل صورة أحد الأنظمة الديكتاتورية بحسب رأيهم.

وأعلن المُنظِّمون في مؤتمرٍ صحافي عن بدء العدّ التنازلي الرسمي، قبل ستين يومًا من انطلاقه على حلبة الصخير، تحت شعار "تخيّل لحظاتِك" وهو الشعار الذي قد ينطبق على حالة الترقّب التي يعيشها الشارع البحريني حتّى موعد إقامة الفعالية، مع توقعاتٍ بارتفاع وتيرة الاحتجاجات في تلك الأثناء، لاستغلال وجود أكثر من 300 إعلامي أجنبي في البلاد.

وشهدت البحرين في فترة إقامة سباق العام الماضي موجةً من الفعاليات السلميّة والاحتجاجات الشعبية في مُختلف المناطق، ولعلَّ أبرزها أسبوع ”الصمود والتحدي“ الذي أطلقته قوى المعارضة بقيادة جميعة الوفاق الإسلامية، إلى جانب فعالية تنظيم شباب 14 فبراير، وهو ائتلاف المجموعات الشبابية المعارِضة للحكومة، لفعالية ”ثلاثة أيام غضب“ خلال يومي التجارب الرسمية للسباق (الجمعة والسبت) ويوم السباق نفسه (الأحد).

وشهدت تلك الفعاليات الاحتجاجية إقبالًا شديدًا من وسائل الإعلام الدولية، الموجودة في البحرين من أجل تغطية سباق الفورمولا1، بما اضطر السلطات الرسمية لترحيل مجموعة من الإعلاميين العاملين بالقناة الرابعة البريطانية من البلاد، بعد أن اعتقلتهم أثناء تغطية سباق الجائزة الكبرى ”فورمولا1“. 

وقالت القناة على موقعها إنّ فريقها الذي كان يحوي 4 صحفيين ومراسل شؤون أجنبية، هو جوناثان ميللر، تم ترحيلهم من البحرين وهم في طريقهم لبريطانيا.

وكان ميللر، ومعه المصور والمنتج والسائق وناشط حقوقي، قد أُلقي القبض عليهم من قبل السلطات البحرينية أثناء تصوير مظاهرات في العاصمة الأحد. وقال ميللر في بثٍّ إذاعي من إحدى سيارات الشرطة البحرينية إن الشرطة تعاملت معهم ”بعنفٍ وعدوانية“.

ورغم إلقاء بعض وسائل الإعلام حينها الضوء على نتائج السباق الذي فاز فيه الألماني سيباستيان فيتل سائق فريق ”رد بول“، إلا أنّها عادت لتقول: ”ليس هناك فائزٌ في الحدث الأساسي وهو معركة العلاقات العامّة بين عائلة آل خليفة الحاكمة والمُحتجين في الشوارع“ بشأن رؤيتين متضاربتين للبحرين، على حد قول ”رويترز“.

ويرى المتظاهرون إلى سباق الجائزة الكبرى، على أنه فرصة لعرض مظالمهم على الصعيد الدولي، غير أن الحكومة دأبت لتحقيق بعض الأهداف الخاصّة بمنع دخول بعض الصحفيين غير الرياضيين، وترحيل البعض الآخر، لا سيما أولئك الذين ذهبوا لاكتشاف ما تحاول السلطة إخفاءه.

ولم تقف الأحداث المُتزامنة مع السباق عند هذا الحد، بل شهد اليوم الأول من السباق، الممتدة فعالياته لثلاثة أيام، انسحاب فريق ”فورس إنديا“ من التجارب الحرّة خشية تكرار حادثة كان أفراد الفريق قد تعرّضوا لها أثناء توجّههم للحلبة بإلقاء قوات الأمن للقنابل المسيلة للدموع بالقرب من حافلة الفريق أثناء تفريق مجموعة من المحتجين على الشارع العام.

وما بين العامين الماضي والحالي لا يُمكن لأحد أن يتوقّع ما تُنذر به الأوضاع في البحرين عند الحادي والعشرين من أبريل- نيسان المقبل، وحتى ذلك الموعد.. ”تخيّل لحظاتك“.