مرآة البحرين الرياضية (خاص): لم يكن متوقَعاً فترة انهيار المنظومة الأخلاقية، فترة الوشاية والتحريض، فترة كان بها يقاس مستوى الكفاءات بحجم كراهيتها وقدرتها في التحريض على قتل الناس وفصلهم والتحقيق معهم. أن تطلَّ عليك من شاشة تلفزيون البحرين حلقة من حلقات "طاش ما طاش"؛ نظراً لانشغاله بمحاكمة أبناء البحرين، واحداً واحداً، من الكادر الطبي إلى المعلمين والرياضيين، حيث ماجد سلطان وفيصل الشيخ وباقي "جوقة" المقاهي الرخيصة صاروا سادة الشاشة، والمقدمين والضيوف "الفلتة" في آنٍ واحد، من الذين اكتشفوا مهاراتهم الإعلامية فجأة.

لم يكن متوقعاً هذه الحلقة الاستثنائية لـ"طاش ماطاش"، والتي قدمها فايز السادة تحت عنوان "حدث خاص"، وهي فعلاً حدث خاص، من حيث فايز السادة نفسه، لا أعني حيّز التشابه بين الحلقتين من حيث " كركتر" فايز الذي يحيلك إلى الممثل السعودي ناصر القصبي وطاقيته (القحفية)، وهو يؤدي دور المراهق، الذي يتفحص ما نضج من أعضائه على سطح منزلهم، بل نعني صفة المراهقة نفسها، التي زاولها السادة على الملأ.فايز السادة الذي كان حينها يُطلق الوعود لجمهوره في "الفيس بوك" - كأيِّ مراهق - بالمزيد من التحقيقات، والمزيد من بطولاته الطارئة، فتصفّق له مراهقة مثله، ويصيبه عدد "اللايكات" على "بوسته" بالحماسة المفرطة، فاعتقد واهماً أن قامته صارت الآن أعلى، وأنه صار بطلاً قومياً، هذا هو الحدث الخاص للسادة!

لقد وجد فايز السادة في بطولاته التي صنعها بطش السلطة ما يمنح قامته المزيد من الطول، الآن فقط يمكن لقامة واحد مثله ( بلا تاريخ ولا هم يحزنون ) أن تناطح قامة كقامة علاء حبيل هداف أمم آسيا 2004، الآن فقط يمكن لقامته أن تتجاوز حدود "قحفيته" فتزاحم قامته قامة كقامة سيد محمد ثاني أفضل لاعب في آسيا 2009، ولاعباً دولياً فذاً كعبدالرزاق محمد .. هذا هو الحدث الخاص، هذا هو الزمن الاستثنائي.

ولفت انتباهنا مؤخراً حساب فايز السادة في"تويتر"، والذي يعمل على نقل "مسجات الواتساب" الايمانية، أن عدد متابعيه بعد كل الخراب الذي مارسه في التلفزيون لم يتجاوزوا 250 متابعاً!!، وهو مؤشر على أن أعداد المتابعين المتزايد لإعلاميي السلطة صناعة مخابرتية كانت تتطلبها المرحلة، فهو لم يكن أبان "الزار" قد تعرف على "تويتر" وإلا لوجدناه الآن بآلاف المتابعين الوهميين، وليس هذا مربط الفرس.. مربط الفرس قوله أن"محمد الشروقي" أفضل مذيع في البحرين على الإطلاق".. وإذا عرف السبب بطل العجب.. فقد قيل أن الطيور على أشكالها تقع.