مرآة البحرين الرياضية (خاص): من أتعس الحالات المرضية هي أن يختلق المرء له عدواً من دماغه ليقاتله على أسباب يخترعها أيضاً من ذات الدماغ.. عندها يصبح مثل (دون كيشوت) الذي امتشق سيفه بكل عنترية.. ولكن ليحارب طواحين الهواء.. هذا بالضبط ما يفعله "عُمال" الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة في ملحق الرياضة بصحيفة الأيام.. ولمن لايعرف سلمان، هو بتعريف مختصر رجل متنفد يستحوذ على ثلاثة مناصب رياضية محلية هامة (رئيس اتحاد الكرة، ونائب الرئيس الأول باللجنة الأولمبية، والأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة)، فضلاً عن أنه اليوم بات مرشحاً لانتخابات الاتحاد الأسيوي لكرة القدم.

لنترك السياسة وأوجاعها قليلاً ولنتحدث بلغة العقل والمنطق ومن يجد في حديثنا هذا لهواً أو تجنيا، فليرده علينا بالبراهين.. لقد قرأنا لقاء مرشح رئاسة الاتحاد الأسيوي رئيس الاتحاد الاماراتي يوسف السركال في صحيفة الوطن القطرية يوم الثلاثاء الماضي، فوجدنا عقلانية ورقيا في أدب التعاطي الصريح الذي قل نظيره.

هذا اللقاء ودون أدنى قدر للمهنية والأمانة التي تفرضها أصول المهنة الصحفية ومسئولية حمل القلم الصحفي، علق عليه الملحق الرياضي بصحيفة الأيام بلغة مستهجنة مقززة تهدف لحرف كلام الرجل وتقديمه على أنه شخصية "غوغائية مستهترة" دون أن تكلف نفسها حتى إعادة نشر اللقاء الذي أجراه (السركال) مع الصحيفة القطرية كي يطلع الناس على حقيقته.. فماذا عساك تقول بطرح صحيفة أصبحت كغيرها من أغلب الصحف البحرينية سلما للمنافع يصعد على عتباته الصحفيون الوصوليون! 

..لعلنا قد نُصيب لو قلنا أن إحدى مشاكل سلمان بن إبراهيم بجانب شغفه في الحصول على أكبر قدر ممكن من المناصب، هي اعتماده على بعض الإعلاميين الذين لايجيدون حبك تعليماته وتنفيد أفكاره على صفحاتهم، وما يفعلونه ليس سوى صورة حية لـ"طهاة" فاشلين ظنوا أنهم قد أجادوا  الطبخة المطلوبة بمقادير الملح والبهارات الملائمة، لكنك تكتشف للوهلة الأولى من تذوقها أنها ماسخة وبلا طعم أو رائحة.

ومع أن صحافة سلمان بن ابراهيم المحلية لايمكن لها أن تؤثر على نتائج الانتخابات الآسيوية التي يتنافس فيها مع السركال، إلا أنها تعكف على تشويه سمعة الرجل وتحريف كلامه، وهي سياسة على كل حال متبعة لديه ولدى غيره من الشيوخ والمتنفدين الذين يحاربون مبدأ صناديق الاقتراع بالفوضوية وبمساعدة "طبابيخ فاشلين"!