مرآة البحرين (خاص): في المؤتمر الذي عقده قبل نحو 10 أيام في فندق الدوبلومات لعرض برنامجه الانتخابي كمرشح منافس على رئاسة الاتحاد الأسيوي لكرة القدم، قال الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة : ( إن كل دعم يحصل عليه المرشح سواء من منظمات أو أشخاص هو مُرحب به، وما يعترض عليه الاتحاد الدولي هو تدخل الحكومات فقط)، رافضاً الإفصاح عن الممول لحملته الانتخابية، ومكتفياً بتوجيه الشكر لرئيس المجلس الأولمبي الأسيوي الشيخ أحمد الفهد الصباح على مساندته!.

كان كلاما مثاليا لأبعد الحدود وللإنصاف يستحق الشيخ سلمان على مثل هذا الكلام والتأكيد عليه من أجل نظافة الرياضة أن نصفق له طويلاً، لا بل ونخلع له القبعة على الطريقة الإنجليزية التي يحبها، وربما نكافئه بتلميع دراجته النارية التي تعتبر إحدى هوايته المفضلة وأن نشعل له سجارة "الجروت".. وعادة التدخين عند سلمان عادة مضطربة..فهو دائماً  وبصورة متكررة يقلع عن هذه العادة ومن ثم يعود إليها مجدداً متى ما داهمته المشاكل..

كان قد أقلع عنها في إحدى المرات لفترة..لكنه عاد إليها في فترة أخرى متزامنة مع تورطه في فضيحة السطو على أموال اللجنة التنظيمية الخليجية وأموال مشروع الهدف التي كان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد خصصها لبناء منشآت لكرة القدم البحرينية بالعام 2009! 

عذراً، لقد ذكرنا قضية ثابتة تمنعنا من التصفيق له وعن خلع القبعة أيضاً.. فيما قد يضطره لإشعال السجارة التي عاد لها هذه الأيام بسبب توتر الانتخابات في كوالالمبور..مع أمل أن لايساهم هذا التقرير في زيادة توتره، فنحن نعرف أنه يطلع على كل مايُكتب عنه.

دعونا نسأل الشيخ سلمان بن إبراهيم الذي يسميه البعض "مرشح" الوطن في انتخابات رئاسة الاتحاد الأسيوي عن أسباب عدم إفصاحه بمصدر تمويل حملته..هل هناك حرج على شيخ من الشيوخ في أن يقول أنه ينفق من جيبه الخاص؟!!.. بالطبع لا.. لكن من الذي يمكنه أن يصدق، خصوصا من يعرف هذا الرجل حق المعرفه.

يستطيع الشيخ سلمان أن يدفع بمبالغ طائلة في عملية لايدرك نسبة نجاحها من عدمه .. وهو صاحب تاريخ في الشبهات والقضايا المالية التي من ضمنها قضية لازالت عالقة في أروقة المحاكم البحرينية منذ نحو 7 سنوات، حين اشترى سيارة بمبلغ 25 ألف دينار ولم يدفع ثمنها لغاية الآن..وهو مادفع بصاحب شركة السيارات لرفع دعوة قضائية عليه لازالت متكدسة في رفوف المحاكم!!

كل من يعرف الشيخ سلمان يدرك أنه رجل رجل مغلول اليد للعنق، ولاينفق من جيبه الخاص على أحد، وأن كل العطايا والهدايا التي يمنحها ببذخ للداعمين محلياً وخارجياً هي من أموال الاتحاد والرياضة البحرينية الذي هو المسئول الحقيقي المباشر عنها .. في ظل انشغال رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ناصر بن حمد بمتطلبات "الشباب" كالسفر وسباقات الخيل وتجهيز نفسه بــ "الستايل" المناسب لالتقاط الصور من عدسات المصورين.

وفي وسط كل ماتقدم كشفت إحدى المصادر المطلعة العاملة في حملة الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة لانتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لبعض أصدقائها المقربين أن الحملة ممولة من أموال حقوق البث التلفزيوني والرعاية والإعلانات، الخاصة ببطولة كأس الخليج الحادية والعشرين والتي استضافتها البحرين في مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، ووصلت عوائدها إلى 13 مليون دينار!! ..إلى جانب المبالغ التي يضخها الشيخ أحمد الفهد، رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، لكون سلمان السلاح الذي يواجه به خصومه القطريين والسعوديين، والإماراتيين في هذه الانتخابات.

ويؤكد المصدر أن إحدى الصحف البحرينية قد تطرقت لهذا الموضوع منذ عدة أسابيع، بيد أن باب الموضوع أُغلق سريعاً بصورة مفاجئة، خوفاً من التأثير على الرأي العام مما سيتسبب له بوضع مربك إبان فترة الانتخابات الحساسة، لا سيما وأن المعني هو أحد "الشيوخ"!

إذن، نحن في مشهد مكرر لما حصل في العام 2009 حين "سطى" الشيخ سلمان نفسه على أموال اللجنة التنظيمية وأموال مشروع الهدف لينفقها على حملته الانتخابية و"مقامرته" على مقعد تنفيدية الفيفا التي كان قد خاضها أمام رئيس الاتحاد الأسيوي السابق القطري محمد بن همام..

ونتذكر عندها أن الصحافة البحرينية نشرت خبراً عممته المؤسسة العامة للشباب والرياضة التي كان يرأسها خصمه فواز بن محمد مفاده فتح باب تحقيق في أسباب العجز الذي أحدثته عملية السطو، وذلك بعدما أرسل اتحاد الكرة خطاباً رسمياً للمؤسسة الحكومية أرفق معه كشف بتفاصيل المبالغ الذي أنفقها على الحملة، إضافة لتصريحات الشيخ عيسى بن راشد الداعمة لفتح التحقيق في الأمر.

إنها مخالفة صريحة لقوانين الاتحاد الدولي وهو مايتفق فيه معنا سلمان ذاته عبر تأكيداته الواردة ببداية السطور على أن الدعم الحكومي هو ما ترفضه قوانين الاتحاد الدولي!

وهكذا تتبخر أموال الرياضة البحرينية التي تعاني من التخلف لسنوات طويلة في لعبة "المقامرة" الآسيوية.. وبذلك نعزي الرياضيين البحرينيين من المعارضين والموالين..ونعزي كافة الشعب البحريني على أموالهم التي تذهب إلى حيث لايعلمون..ومن حيث لايعلمون، بمباركة الصحافة البحرينية التي أتقن الشيخ سلمان إغلاق فمها.