أعمال التعذيب البريطاني في البحرين قبل إيان هندرسون

2013-06-16 - 7:24 ص

مارك أوين جونز، مدونة مارك أوين جونز 
ترجمة: مرآة البحرين

النقاش حول الدور الذي لعبه ضباط بريطانيون في التعذيب في البحرين يميل إلى التركيز على العقيد إيان هندرسون. إلا أن المسؤولين البريطانيين في البحرين كانوا ينفذون أعمال التعذيب قبل وصول إيان هندرسون بكثير في أواخر الستينات. في الواقع، التعذيب على يد الشرطة حدث في البحرين منذ ولادة قوة الشرطة في العشرينات. معظم المعلومات هنا أخذت من يوميات تشارلز بلغريف، الذي كان المستشار المالي لحاكم البحرين من عام 1926 حتى عام 1957. وكل القصص هنا تتضمن بلغريف أو الكابتن بارك، قائد شرطة البحرين من عام 1927 حتى عام 1931.

بصفة عامة، التعذيب حدث أثناء التحقيق في حوادث بارزة نسبيا، مثل محاولة اغتيال الشيخ، وإطلاق النار على معتمد السياسة، واقتحام  مكاتب الشرطة. وهذا يرتبط بكثير من الأساليب القمعية، التي تميل إلى الزيادة عندما تشعر النخب بأنها مهددة. أما وقد قلت ذلك، فأنا متأكد من أنها أحدثت ما هو أكبر بكثير مما هو موثق من قبل بلغريف. وفي حين أن البعض قد يقول إن ذلك كان في فترة زمنية مختلفة، فإنه من المثير للاهتمام أن نلفت بأن بلغريف نفسه يقر بوحشية هذه الأساليب التعذيبية.

الأساليب الشرقية، وأساليب محاكم التفتيش الإسبانية المعتدلة

في 4 آب/أغسطس 1926، أطلق إسماعيل شاه مراد، جندي بلوشي من فيلق ليفي، النار وقتل زميله سوبدار نياز علي خان وهافلدر نور داد (التاجر، 1987) *.

وبعد تدخل الميجر دايلي (المعتمد السياسي البريطاني)، طعنه إسماعيل بحربة خمس مرات. وفي النهاية، وتماشيا مع الشكوك البريطانية من عملاء البلشفية الذين كانوا منتشرين في ذلك الوقت، اتهم ملا (شيخ) من الجبهة الفارسية الروسية بتدبير القضية وتم ترحيله (على الرغم من أن بلغريف كان يشك في تواطئه في القضية). وأثناء سير التحقيق، يقر بلغريف باستخدام أساليب محاكم التفتيش الإسبانية المعتدلة:

انتقمنا منهم. حقا إنهم ليسوا زمرة سيئة، أعتقد أن ثلاثة أو أربعة منهم فقط كانوا متأثرين لكن دايلي أراد أن يذهبوا وإلى الأبد، لكني متأكد من أنه لن يتم إقرار ذلك. اعتقلنا رجلًا آخر أعتقد أنه يعرف كل شيء، ولكن على الرغم من استخدام أساليب محاكم التفتيش الإسبانية المعتدلة فإنه لم يكن بإمكاننا أن نحصل على شيء منه. شعرت بالأسف على الرجل. (بلغريف،يوميات بلغريف، 15 آب/أغسطس 1926)

خلال أواخر العشرينات، كانت الشرطة تحقق في غارة على بلدة السنابس. الكابتن بارك استخدم أساليب الحرمان من النوم لجعل أحد المشتبه بهم يتكلم:

بدا بارك متحمسًا جدًا، كان يعتقد انه قد وجد أحد الرجال الذين كانوا أثناء الغارة على السنابس قبل عامين. ومنذ ذلك الوقت والشرطة تلاحقه. الصعوبة ستكون في جعله يتكلم. هذا مكان من الأماكن المتحضرة التي لا يمكن للمرء أن يقوم حتى بتعذيب طفيف ولكن فكرة بارك هو منعه من النوم لبضع ليالٍ ليتحدث بعد ذلك، هذا ليس تعذيبًا بالضبط. (بلغريف، يوميات بلغريف، 12 تشرين الثاني/نوفمبر 1928)

في عام 1926 كانت هناك محاولة لاغتيال الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، حاكم البحرين. اتهم إبراهيم بن خالد بن علي آل خليفة بتنفيذ الهجوم، وعلى الرغم من أنني أميل إلى الاعتقاد بأن شقيق حمد كان وراء ذلك (اقرأ هنا لمعرفة المزيد. حقيقة سحب المعلومات من المشتبه بهم تحت الإكراه ربما يقوي حجتي أنه ربما لم يكن إبراهيم بن خالد)  خلال التحقيق، استخدمت أساليب شرقية: اقرأ المزيد من التفاصيل:

كانوا يتناولون قضية محاولة الاعتداء على الشيخ. أقر الرجال بأن ذلك كان بأمر من الشيخ خالد القريب النسب من المشيخات. كتب باريت رسميًا إلى الشيخ يخبره بأقربائه المتعددين الذين كانوا متورطين في عمليات القتل ولكن الشيخ لا يجرؤ على فعل أي شيء معهم. وهذا يجعلني غاضبًا جدًا. تكلم باريت عن الشرطة التي استخدمت أساليب شرقية نوعًا ما مع السجناء لحملهم على الإدلاء بشهادتهم. بارك أمر بها وباريت غاضب جدا منه، والشيء الوحيد الذي فعلوه كان تعليق الرجال وبعدها وضعوا أوراق مشتعلة بين أصابع أقدامهم. بالطبع إنه لأمر مؤسف، ولكن معرفة الرجال وما فعلوه لا يشعرني بكثير من الندم، إنه لأمر مؤسف أن يشارك بارك نفسه في ذلك (بلغريف، يوميات بلغريف، 16  نيسان/أبريل 1929).

في عام 1932، أثناء الركود الاقتصادي في البحرين الذي نجم عن انهيار صناعة اللؤلؤ، اقتحمت مجموعة من الغواصين مركز الشرطة لإطلاق سراح زميل لهم كان قد سجن منذ بضعة أيام. ومن أجل الوصول إلى زعماء العصابة، أساء بلغريف إلى بعض المشتبه بهم، الإجراء الذي عبّر عنه بلغريف بأنه "همجي وغير قانوني":

قبل القيام بزيارة رسمية كتبنا برقية طويلة إلى العلاقات العامة للإبلاغ عن الأمر، وصل حاجي سلمان وبعد مرور بعض الوقت ذهبت معه إلى القلعة حيث قضيت الصباح كله حتى الساعة الثانية بعد الظهر ونحن نستجوب السجناء، في البداية لم يتكلموا لكنني ضربت عددًا منهم ليتكلموا، كان عملًا همجيًا جدًا وغير قانوني ولكن في بعض الأحيان على المرء أن يتصرف بطريقة غير مشروعة. أعطوني المعلومات التي كنت بحاجة لها وبها كنت قادرًا على تقديم قائمة من أسماء الرجال الذين كانوا زعماء العصابة والذين فعلًا اقتحموا مكتب الشرطة وأخرجوا الرجل. (27  أيار/مايو 1932)

* التاجر دوّن التاريخ في 1  آب/أغسطس، على الرغم من أنني أعتقد من أن هذا هو التاريخ الذي حاول شرطي آخر قتل حاجي سلمان بن جاسم، رئيس الشرطة.

29 أيار/مايو 2013  


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus